مادلين مطر: افكاري جريئة ولم اهنأ باغنيتي بسبب اوضاع مصر

لطالما رأيناها في طلات متجددة وكليبات ذات تنوع وقصص مستوحاة من عدة امور. “كلمني أسمعلك” هي الأغنية المنفردة الجديدة التي أطلقتها أخيراً الفنانة مادلين مطر في السوق اللبناني، لكنها لم تحظ بفرصة توزيعها في مصر والدول العربية نتيجة الوضع الطارئ الذي أوقف كل الأعمال، لكن فكرة الكليب جريئة وهو ما تحدثنا عنه في هذا الحوار الى جانب تفاصيل جمالية تهم كل النساء. فماذا كانت نصائح مادلين عن الجمال والأناقة؟
الكليب الجديد. دمعتك فيه صادقة فهل عشت الأغنية قبل أو بعد الكليب؟
دمعتي في الكليب كانت صادقة
ليس من الضروري أن يعيش الفنان الموضوع الذي يغنيه، ودمعتي صادقة فيه لأنني طبيعية جداً في التمثيل وأتبع شعوري وقد تأثرت بالكلام كما بالفكرة التي جسدتها، أعطي بصدق في كل ما أفعل ولا أحب التمثيل المبالغ به لأنه لا يكون صادقاً، أنفذ تعليمات المخرج ولكن أتبع شعوري فأقول للمخرج أن يتبعني هو بتعابيري وبمشاعري حتى يأخذ الكادرات المناسبة لخدمة الكليب.

أصدرت أكثر من كليب في الفترة الأخيرة وقد رأيناك في شخصيات مختلفة. فإلى أي مدى تحرصين على التنويع؟
يهمني جداً هذا الموضوع، في كليب “بحبك واداري” كنت المرأة المثيرة في “اللوك” الأشقر الذي اعتمدته، في “بتلون علي” كنت لاعبة السيرك القوية، وفي”أما عجايب” كنت المرأة المجنونة في الحب وفي “أشغلك” رأيتموني في شخصية الحرامية الغنوجة، أشعر دائماً أنني أملك موهبة والتمثيل بالفطرة وأستخدمها جيداً في أفكار “الكليبات” حتى أتجنب التكرار.

لكن غالبية الفنانين يقولون انهم يتجنبون التكرار ومع ذلك نراهم في اطار واحد يتكرر بمشاهد مختلفة. فكيف استطعت تجنب هذا الفخ؟
لا أطلب من المخرجين أن أحافظ على “بروفايل” واحد في كل “الكليبات” لأنني لا أخشى التغيير والاقدام على أفكار جديدة وجريئة، أبحث دائماً عن الاختلاف وقد قال لي المخرجون الذين تعاونت معهم ان في داخلي ممثلة، ولا تنسي أن تنويع المخرجين يساهم في تنويع الأفكار، آخذ بنصائح أصدقائي لأنهم صادقون معي من دون أن ننسى أنه لا يمكن ارضاء كل الأذواق، لهذا السبب تطالني الانتقادات فكل الشخصيات التي قدمتها فيها جدل وآخرها شخصية المرأة التي تخسر زوجها بسبب عدم قدرتها على الانجاب، أنا أعتمد غير المألوف وموضوع الاجهاض ليس بالأمر السهل معالجته فضلاً عن أنه أمر واقعي.

لماذا طرحت هذه الفكرة الجريئة جداً؟
في الكليب رسالة أوجهها الى كل زوج، مختصرها أنه لا ينبغي معاقبة الزوجة بالتخلي عنها اذا لم تستطع الانجاب بل اعطاؤها فرصة ثانية. موضوع الطلاق في واقعنا اليوم يزداد بسبب الاجهاض وهي ظاهرة تغزو مجتمعاتنا، لقد بتنا نبعد عن الله أكثر فأكثر في تعاملنا مع بعض. ما دام الحب موجوداً لا ينبغي أن يكون موضوع الانجاب عذراً للطلاق، حتى أصدقائي صدقوا أنني عشت التجربة على قدر ما كنت واقعية في التمثيل، أنا أبحث عن الشخصيات النافرة في المجتمع وهذه القصة حصلت فعلاً وتحصل مع كثيرات.

هل يهمك أن تكوني على الموضة أم سابقة لها في اختيارك “لوكات” الشخصيات والأزياء؟

احافظ دائما بان اظهر “كلاس”
أحمل العصا من النصف، أريد أن أكون على الموضة دون أن أخسر فكرة الكليب، مثلاً الرداء الأحمر الذي ظهرت فيه في الطبيعة الخريفية لم يكن يعجبني وصراحةً أقول: انني لم أكن راضية عنه، لكن عندما شاهدت التصوير ورأيت أنه متناغم مع لوحة الخريف في كادر الصورة اقتنعت كلياً به، وحتى يتمكن المدير الفني من اقناعي بارتدائه قال لي أن أختار ما أريد للشخصية التمثيلية وأن أرتدي ما ينصحني به كفنانة، وقد أتت النتيجة جيدة جداً فقد بدوت راقية في هذا الرداء و”كلاس”.

منذ بداية مشوارك الفني تبدين راقية و”كلاس”. فكيف تتمكنين من اظهار شخصية مختلفة عنك في “الكليبات”، أم هي شخصيات موجودة في داخلك؟
أتحدى نفسي بكل بساطة، في كليب “أشغلك” كنت لاعبة سيرك راقية وفي كليب ” بتلون علي” كنت حرامية مرتبة وغير مبتذلة، يعني “حرامية كلاس” كما قال لي بعض الأصدقاء، وانني قلت ان في داخلي ممثلة ناجحة لا تحتاج الى الكثير من التعليمات وهذا ما شجعني على الاقدام على التمثيل في فيلم “آخر كلام” مع السبكي.

هل وافقت أن تكوني الفتاة الفقيرة حتى تبعدي عن نفسك تهمة أن الفنانة اللبنانية يهمها مظهرها؟
عندما نتحدث بالتمثيل ينبغي أن نذهب نحو الشخصية وننسى من نحن وهذا الكلام يعرفه الممثلون، فالممثل يرتدي ثوب الشخصية ويعطيها صورته وصوته، أحببت فكرة الفتاة الفقيرة التي لديها طموح أن تصبح فنانة ولهذه الشخصية ارتديت الجينز والملابس العادية المرتبة البعيدة عن الماركات حتى لا أقع في التناقض، هذه التفاصيل مهمة في التمثيل.

المعروف أن المرأة تقتدي بالفنانة التي تحبها فتنتظرها لتعرف ما الماكياج الجديد أو التسريحة أو الأزياء التي ترتديها حتى تفعل مثلها. فكيف يمكن لها اذا كانت غير مقتدرة مادياً أن تواكب الفنانة بأزيائها؟

موضوع الذوق في تنسيق الملابس
أهم من الماركات
أحببت السؤال، فلم يسبق أن طرحه علي أحد، والفكرة التي طرحتها مهمة جداً، فنحن الفنانات نظهر في الصور و”الكليبات” وعبر الشاشات بأناقتنا الكاملة ونرتدي الماركات العالمية ونتزين بالمجوهرات، انما أشدد تماماً على أن موضوع الذوق في تنسيق الملابس، أهم من الماركات وهذا أمر لا يمكن أن نتعلمه أو نعلمه لأحد. قد أشتري ملابس بثمن عادي جداً وأكسسوار “فوبيجو” انما طريقة التنسيق تجعلني أبدو وكأنني أرتدي أهم الماركات، وفي هذا الموضوع أعطيك مثالاً على الديكور في منزلي، فالبعض يعتقد أنني أقتني أثاثاً وديكوراً بأثمان باهظة بينما الواقع ليس كذلك فقد تجدين هذه الأشياء بأسعار مقبولة انما طريقة التنسيق هي الأساس، ولدي صديق ذوقه مهم جداً في الأزياء ويعطيني رأيه، لكن عندما يعود الأمر اليه لا أجده مرةً في تناسق بأزيائه وهذا أمر يحصل مع البعض. نصيحتي لكل شابة أن ترتدي من الأزياء ما يناسب شكل جسمها، فأنا أعي أن خصري رفيع جداً وأردافي عريضة فأحرص على ابراز هذا الشكل الذي بسببه أبدو مثيرة بكل الحشمة.

لكن الفنانة تلجأ الى التجميل لزوم تحسين المظهر أمام الكاميرا. وقد اقتدت البعض بالفنانات فصار الموضوع موضة أكثر منه ضرورة. فهل نلومكن على ترويج عمليات التجميل؟

أسألك هل كل فنانة خضعت لعملية تجميل نجحت بذلك؟ بالطبع لا. وهذا ما يعني أنه ينبغي على المرأة أن تنتبه لهذا الموضوع ولا تقدم على التجميل ما دامت ليست بحاجة اليه، بل أن تأخذ عبرةً أن كل ما يزيد عن حده ينقص. التجميل وُجد لتصحيح العيوب وليس للابتعاد عن الطبيعة لانه في بعض الاحيان يزيد القبح.

ماذا بعد أغنية “كلمني أسمعلك”؟
مبدئياً أغنية خليجية جديدة مع وقف التنفيذ نظراً للوضع السياسي الذي طرأ على مصر “أم الدنيا” وكذلك في تونس الحبيبة والأردن، انه تغيير خطير في خارطة الشرق الأوسط لا ينتبه اليه أحد، قلبي محروق على مصر ولم أكد أهنأ بالكليب حتى أوقفت توزيعه هناك نظراً للوضع الحرج.